الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          577 - مسألة : ولا يحل أن يبنى القبر ، ولا أن يجصص ، ولا أن يزاد على ترابه شيء ، ويهدم كل ذلك ، فإن بني عليه بيت أو قائم : لم يكره ذلك .

                                                                                                                                                                                          وكذلك لو نقش اسمه في حجر : لم نكره ذلك ؟ - : روينا بالسند المذكور إلى مسلم : حدثني هارون بن سعيد الأيلي ثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث أن ثمامة بن شفي حدثه قال : { كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس ، فتوفي صاحب لنا ، فأمر فضالة بقبره فسوي ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها } - : وبه إلى مسلم : ثنا يحيى بن يحيى أنا وكيع عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب { ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته } .

                                                                                                                                                                                          وبه إلى مسلم : حدثني محمد بن رافع [ ثنا عبد الرزاق ] عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : { سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن أن تجصص القبور ، وأن يقعد عليها ، وأن يبنى عليها } . [ ص: 357 ]

                                                                                                                                                                                          قال أبو محمد : قد أنذر عليه السلام بموضع قبره بقوله { ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة } وأعلم أنه في بيته بذلك .

                                                                                                                                                                                          ولم ينكر عليه السلام كون القبر في بيت ، ولا نهى عن بناء قائم ، وإنما نهى عن بناء على القبر : قبة فقط

                                                                                                                                                                                          وعن وكيع عن الربيع عن الحسن : كان يكره أن تجصص القبور أو تطين أو يزاد عليها من غير حفيرها ؟ وعن وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال : تسوية القبور من السنة ؟ وعن عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه أنه أمر بتسوية القبور ، وأن ترفع من الأرض شبرا . وعن عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب السختياني عن [ ص: 358 ] عبد الرحمن بن القاسم بن محمد قال : سقط الحائط الذي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فستر ، ثم بني ، فقلت للذي ستره : ارفع ناحية الستر حتى أنظر إليه ، فنظرت إليه ، فإذا عليه جبوب ورمل ، كأنه من رمل العرصة ؟

                                                                                                                                                                                          حدثنا حمام ثنا عباس بن أصبغ ثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن ثنا محمد بن وضاح ثنا يعقوب بن كعب ثنا ابن أبي فديك أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ عن القاسم بن محمد قال : دخلت على عائشة فقلت : يا أمه ، اكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فكشفت لي عن ثلاثة قبور ، لا لاطئة ولا مشرفة ، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدما ، وأبو بكر عند رأسه ، ورجلاه بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت عمر عند رجلي أبي بكر رضي الله عنهما .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية