الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
كيفية الدخول في الصلاة قال ( إذا أراد الرجل الدخول في الصلاة كبر ورفع يديه حذاء أذنيه ) وظن بعض أصحابنا رحمهم الله أنه لم يذكر النية وليس كما ظنوا ، فإن إرادة الدخول في الصلاة هي النية والنية لا بد منها لقوله عليه الصلاة والسلام : { إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم } ، وقال عليه الصلاة والسلام : { الأعمال بالنيات } ، والنية معرفة بالقلب أي صلاة يصلي وحكي عن الشافعي رحمه الله أنه قال مع هذا : في الفرائض يحتاج إلى نية الفرض . وهذا بعيد ، فإنه إذا نوى الظهر فقد نوى الفرض ، فالظهر لا يكون إلا فرضا ، فإن كان منفردا أو إماما فحاجته إلى نية ماهية الصلاة ، وإن كان مقتديا احتاج مع ذلك إلى نية الاقتداء ، وإن نوى صلاة الإمام جاز عنهما .

وفي رواية الحسن عن أبي حنيفة رحمهما الله يحتاج إلى نية الكعبة أيضا ، والصحيح أن استقباله إلى جهة الكعبة يغنيه عن نيتها ، والأفضل أن تكون نيته مقارنة للتكبير ، فإن نوى قبله حين توضأ ولم يشتغل بعده بعمل يقطع نيته جاز عندنا وهو محفوظ عن أبي يوسف ومحمد جميعا ولا يجوز عند الشافعي رحمه الله قال : الحاجة إلى النية ليكون عمله عن عزيمة وإخلاص وذلك عند الشروع فيها . ونحن هكذا نقول ولكن يجوز تقديم النية ويجعل ما قدم من النية إذا لم يقطعه بعمل كالقائم عند الشروع حكما كما في الصوم ، وكان محمد بن سليمان البلخي يقول : إذا كان عند الشروع بحيث لو سئل : أي صلاة يصلي ؟ أمكنه أن يجيب على البديهة من غير تفكر فهو نية كاملة تامة ، والتكلم بالنية لا معتبر به ، فإن [ ص: 11 ] فعله ليجتمع عزيمة قلبه فهو حسن .

التالي السابق


الخدمات العلمية