الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وأما التكبير ، فلا بد منه للشروع في الصلاة إلا على قول أبي بكر الأصم وإسماعيل ابن علية ، فإنهما يقولان يصير شارعا بمجرد النية ، والأذكار عندهما كالتكبير والقراءة ، ونية الصلاة ليست من الواجبات قالا : لأن مبنى الصلاة على الأفعال لا على الأذكار ألا ترى أن العاجز عن الأذكار القادر على الأفعال يلزمه الصلاة بخلاف العاجز عن الأفعال القادر على الأذكار ؟ ولنا قوله تعالى : { وذكر اسم ربه فصلى } أي ذكر اسم الله - تعالى - عند افتتاح الصلاة ، وظاهر قوله تعالى : { وأقم الصلاة لذكري } يبين أن المقصود ذكر الله - تعالى - على وجه التعظيم فيبعد أن يقال ما هو المقصود لا يكون واجبا وهذا المعنى ، فإن الصلاة تعظيم بجميع الأعضاء ، وأشرف الأعضاء اللسان ، فلا بد من أن يتعلق به شيء من أركان الصلاة .

وقال عليه الصلاة والسلام : { وتحريمها التكبير } ، فدل أن بدونه لا يصير شارعا وتحريمة الصلاة تتناول اللسان ألا ترى أن الكلام مفسد للصلاة ؟ ولو لم يتناوله التحريم لم يكن مفسدا كالنظر بالعين ومبنى الصلاة على الأفعال دون الكف فكل ما يتناوله التحريم يتعلق به شيء من أركان الصلاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية