الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              والصيغة لفظ أو كتابة أو إشارة أخرس تدل أو تشعر بالالتزام مع النية في الكتابة وكذا إشارة لم يفهمها كل أحد لا النية وحدها كسائر العقود ومن الأول نذرت لله أو لك أو علي لك [ ص: 69 ] كذا أو لهذا ومثله انتذرت أو أنذرت من عامي لغته ذلك كما يعلم مما قدمته في زوجتك بفتح التاء ، إذ المعتمد الذي صرح به البغوي من اضطراب طويل في نذرت لك ، وإن لم يذكر معها الله أنها صريحة ومما يصرح بذلك ويوضحه قول محصول الفخر الرازي لا شك أن نحو نذرت ، وبعت صيغ أخبار لغة وقد تستعمل له شرعا أيضا إنما النزاع في أنها حيث تستعمل لإحداث الأحكام كانت إخبارات أو إنشاءات ، والأقرب الثاني لوجوه وساقها وقد حكما في نذرت لله لأفعلن كذا ولم ينو يمينا ولا نذرا وجهين وجزم في الأنوار بما بحثه الرافعي أنه نذر أي : نذر تبرر ، وزعم شارح أن مخاطبة المخلوق بنحو نذرت لك تبطل صراحتها عجيب مع قولهم : إن علي لك كذا أو إن شفى الله مريضي فعلي لك كذا صريحان في النذر مع أن فيهما مخاطبة مخلوق ، وزعم أنه لا التزام في نحو نذرت ممنوع نعم إن نوى به الإخبار عن نذر سابق عرف أخذا مما مر في الطلاق فواضح أو اليمين في نذرت لأفعلن فيمين ( تنبيه ) .

                                                                                                                              قولهم : علي لك كذا صريح في النذر ينافيه أنه صريح في الإقرار إلا أن يقال لا مانع من أنه صريح فيهما وينصرف لأحدهما بقرينة ونظيره ما مر في لفظ السلف أنه صريح في السلم والقرض لكن المميز ثم نفس الصيغة بخلافه هنا

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : أو كتابة ) بالتنوين ( قوله : تدل ) راجع للفظ بتأويل اللفظة وللكتابة وقوله أو تشعر راجع للإشارة ويجوز رجوعهما لكل من الثلاثة وكان الأولى تذكير الفعلين ، عبارة الرشيدي قوله : يدل أو يشعر أي : كل من اللفظ والكتابة والإشارة ا هـ وقوله بالالتزام تنازع فيه الفعلان وقوله مع النية حال من فاعل الفعلين وقوله في الكتابة متعلق بمتعلق مع النية ( قوله : لا النية إلخ ) عطف على لفظ عبارة المغني فلا ينعقد بالنية . ا هـ . ( قوله من الأول إلخ ) عبارة النهاية ويكفي في صراحتها نذرت لك كذا وإن لم يقل لله . ا هـ . قال ع ش قوله : نذرت [ ص: 69 ] لك كذا عبارة شيخنا الزيادي ولو قال نذرت لفلان بكذا لم ينعقد وظاهر أنه لو نوى به الإقرار ألزم به ا هـ وعليه فيفرق بينه وبين ما ذكره الشارح بأن الخطاب يدل على الإنشاء بحسب العرف كما في بعتك هذا بخلاف الاسم الظاهر فإنه لا يتبادر منه الإنشاء . ا هـ . ع ش أقول ما ذكره عن الزيادي مخالف لقول الشارح أو لهذا وللصور الآتية في الشارح كالنهاية كعلي صدقة لفلان أو أن أعطيه وجعلت هذا للنبي صلى الله عليه وسلم أو لقبر الشيخ الفلاني ( قوله : بكذا ) الأولى تأخيره عن أو لهذا ( قوله : إذ المعتمد إلخ ) تعليل لقوله أو لك إلخ وكان الأولى ليتصل العلة بمعلولها أن يذكر قوله ومثله إلخ عقب قوله نذرت ( قوله : وإن لم يذكر إلخ ) الأولى تأخيره عن قوله إنها صريحة ( قوله لا شك أن نحو نذرت إلخ ) قد يقال لا شك أن مجرد نذرت غير كاف بل مع ما يذكر معه من المتعلقات وكلام الفخر ساكت عنها فما وجه كونه صريحا فيما ذكر . ا هـ . سيد عمر ( قوله : كانت إلخ ) خبر أن ( قوله : إخبارات ) يعني وضعا لا استعمالا أو إنشاءات أي : وضعا واستعمالا

                                                                                                                              ( قوله : عجيب إلخ ) خبر وزعم شارح ( قوله : إخبارات ) أي : بخلاف قولهم المذكور ( قوله ممنوع ) خبر وزعم أنه إلخ ( قوله : لكن المميز ) بفتح الياء أي : بالقرينة بخلافه هنا يعني أن المميز هنا قصد الإخبار أو الإنشاء وفيه تأمل .




                                                                                                                              الخدمات العلمية