الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              كذلك ويسن السحور كما بأصله لما صح أنه من سنن المرسلين .

                                                                                                                              ( تنبيه ) أجمعوا على أن الصوم ينقضي ويتم بتمام الغروب وعلى أنه يدخل فيه بالفجر الثاني وما نقل عن بعض السلف أنه بالإسفار أو طلوع الشمس زلة قبيحة على أن المصنف نازع في صحة الثاني عن قائله قال أصحابنا ويجب إمساك جزء من الليل بعد الغروب ليتحقق به استكمال النهار أي : فليس بصوم شرعي ويعتبر كل محل بطلوع فجره وغروب شمسه فيما يظهر لنا لا في نفس الأمر قال العلماء في خبر مسلم { إذا غابت الشمس من هاهنا وأقبل الليل من هاهنا فقد [ ص: 423 ] أفطر الصائم } أي : حقيقة إنما ذكر هذين ليبين أن غروبها عن العيون لا يكفي ؛ لأنها قد تغيب ولا تكون غربت حقيقة فلا بد من إقبال الليل أي : دخوله .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله كذلك ) أي : ضعيف كردي ( قوله ويسن السحور إلخ ) كان الأولى تأخيره وذكره قبيل المتن الآتي كما في النهاية والمغني ( قوله وعلى أنه ) أي الصوم ويحتمل أن الضمير للصائم ( قوله أنه ) أي الدخول في الصوم ( قوله فيما يظهر إلخ ) تنازع فيه الطلوع والغروب ( قوله في خبر مسلم إلخ ) أي : في شرحه وبيانه ( قوله فقد [ ص: 423 ] أفطر الصائم ) معناه انقضى صومه وتم ولا يوصف الآن بأنه صائم ؛ لأنه بغروب الشمس خرج النهار ودخل الليل والليل ليس محلا للصوم شرح مسلم .

                                                                                                                              ( قوله إنما ذكر إلخ ) مقول قال ( قوله إنما ذكر هذين إلخ ) أي : مع أن كلا منهما يستلزم الآخر ( قوله ليبين أن غروبها عن العيون لا يكفي إلخ ) عبارة شرح مسلم ؛ لأنه قد يكون في واد ونحوه بحيث لا يشاهد غروب الشمس فيعتمد إقبال الظلام وإدبار الضياء ا هـ .




                                                                                                                              الخدمات العلمية