الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون الظاهر أن الضمير المرفوع في عصوك عائد على من أنذر - صلى الله عليه وسلم - بإنذارهم وهم العشيرة، أي: فإن عصوك ولم يتبعوك بعد إنذارهم فقل: إني بريء من عملكم أو الذي تعملونه من دعائكم مع الله تعالى إلها آخر، وجوز أن يكون عائدا على الكفار المفهوم من السياق، وقيل: هو عائد على من اتبع من المؤمنين، أي: فإن عصوك يا محمد في الأحكام وفروع الإسلام بعد تصديقك والإيمان بك وتواضعك لهم فقل: إني بريء مما تعملون من المعاصي، أي: أظهر عدم رضاك بذلك وإنكاره عليهم، وذكر - على هذا - أنه - صلى الله عليه وسلم - لو أمر بالبراءة منهم ما بقي شفيعا للعصاة يوم القيامة، والآية - على غير هذا القول - منسوخة.

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد أنه قال: أمره سبحانه بهذا ثم نسخه، فأمره بجهادهم، وفي البحر: هذه موادعة نسختها آية السيف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية