الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال اخسئوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون

                                                                                                                                                                                                                                        قال اخسئوا فيها فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : معناه اصغروا والخاسئ الصاغر ، قاله الحسن ، والسدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أن الخاسئ الساكت الذي لا يتكلم ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : ابعدوا بعد الكلب ، قاله ابن عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                        ولا تكلمون فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : لا تكلمون في دفع العذاب عنكم .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أنهم زجروا عن الكلام ، غضبا عليهم ، قاله الحسن ، فهو آخر كلام يتكلم به أهل النار .

                                                                                                                                                                                                                                        فاتخذتموهم سخريا قرأ بضم السين نافع ، وحمزة ، والكسائي ، وقرأ الباقون بكسرها . واختلف في الضم والكسر على قولين :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : أنهما لغتان ، ومعناهما سواء وهما من الهزء .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أنها بالضم من السخرة والاستعباد وبالكسر من السخرية والاستهزاء .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية