الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله : وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري قال ابن عباس : كان بينها وبين قوله أنا ربكم الأعلى أربعون سنة .

                                                                                                                                                                                                                                        فأوقد لي يا هامان على الطين قال قتادة : هو أول من طبخ الآجر .

                                                                                                                                                                                                                                        فاجعل لي صرحا الصرح القصر العالي . قال قتادة : هو أول من صنع له الصرح .

                                                                                                                                                                                                                                        لعلي أطلع إلى إله موسى الآية . فحكى السدي أن فرعون صعد الصرح ورمى نشابه نحو السماء فرجعت إليه متلطخة دما فقال : قد قتلت إله موسى .

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : فنبذناهم في اليم قال قتادة : بحر يقال له أساف من وراء مصر غرقهم الله فيه .

                                                                                                                                                                                                                                        قوله : وجعلناهم أئمة يعني فرعون وقومه ، وفيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : زعماء يتبعون على الكفر .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتعظ بهم أهل البصائر .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 254 ] يدعون إلى النار فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يدعون إلى عمل أهل النار .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : يدعون إلى ما يوجب النار .

                                                                                                                                                                                                                                        قوله : وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يعني خزيا وغضبا .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : طردا منها بالهلاك فيها .

                                                                                                                                                                                                                                        ويوم القيامة هم من المقبوحين فيه أربعة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : من المقبحين بسواد الوجوه وزرقة الأعين ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : من المشوهين بالعذاب ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : من المهلكين ، قاله الأخفش وقطرب .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : من المغلوبين ، قاله ابن بحر .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية