الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم [ ص: 22 ] من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب يعني: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ورجم الزانين. ويعفو عن كثير مما سواه. قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين في النور تأويلان: أحدهما: محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول الزجاج.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: القرآن وهو قول بعض المتأخرين. قوله تعالى: يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام فيه تأويلان: أحدهما: سبيل الله ، لأن الله هو السلام ، ومعناه دين الله ، وهذا قول الحسن . والثاني: طريق السلامة من المخافة ، وهو قول الزجاج. ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه يعني: من الكفر إلى الإيمان بلطفه. ويهديهم إلى صراط مستقيم فيه تأويلان: أحدهما: طريق الحق وهو دين الله ، وهذا قول الحسن . والثاني: طريق الجنة في الآخرة ، وهو قول بعض المتكلمين. [ ص: 23 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية