الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 5 ] سورة يوسف

                                                                                                                                                                                                                                        مكية كلها. وقال ابن عباس وقتادة إلا أربع آيات منها. بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: الر تلك آيات الكتاب المبين فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنها الآيات المتقدم ذكرها في السورة التي قبلها.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: الآيات التي في هذه السورة ، ويكون معنى قوله تعالى تلك آيات الكتاب المبين أي هذه آيات الكتاب المبين.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أن تلك الآيات إشارة إلى ما افتتحت به السورة من الحروف وأنها علامات الكتاب العربي ، قاله ابن بحر. وفي قوله تعالى: الكتاب المبين ثلاثة تأويلات: أحدها: المبين حلاله وحرامه ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: المبين هداه ورشده ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: المبين للحروف التي سقطت من ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف ، قاله معاذ.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 6 ] قوله عز وجل: إنا أنزلناه قرآنا عربيا فيه وجهان: أحدهما: إنا أنزلنا الكتاب قرآنا عربيا بلسان العرب ، وهو قول الجمهور.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: إنا أنزلنا خبر يوسف قرآنا ، أي مجموعا عربيا أي يعرب عن المعاني بفصيح من القصص وهو شاذ. لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص أي نبين لك أحسن البيان ، والقاص الذي يأتي بالقصة على حقيقتها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية