الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله تعالى: وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله يعني القرآن. قالوا نؤمن بما أنزل علينا يعني التوراة. ويكفرون بما وراءه يعني بما بعده. وهو الحق يعني القرآن. مصدقا لما معهم يعني التوراة، لأن كتب الله تعالى يصدق بعضها بعضا. قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل معناه: فلم قتلتم، فعبر عن الفعل الماضي بالمستقبل، وهذا يجوز، فيما كان بمنزلة الصفة، كقوله تعالى: واتبعوا ما تتلو الشياطين أي ما تلت، وقال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        وإني لآتيكم بشكر ما مضى من الأمر واستحباب ما كان في غد



                                                                                                                                                                                                                                        يعني ما يكون في غد، وقيل معناه: فلم ترضون بقتل أنبياء الله، إن كنتم مؤمنين؟ [ ص: 161 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية