الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: ونجيناه ولوطا قيل : إن لوطا كان ابن أخي إبراهيم فآمن به ، قال تعالى: فآمن له لوط [العنكبوت: 26] فلذلك نجاهما الله. إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين [فيه] ثلاثة أقاويل: أحدها: من أرض العراق إلى أرض الشام قاله قتادة ، وابن جريج.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: إلى أرض بيت المقدس ، قاله أبو العوام.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: إلى مكة ، قاله ابن عباس . وفي بركتها ثلاثة أقاويل: أحدها: أن منها بعث الله أكثر الأنبياء.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لكثرة خصبها ونمو نباتها.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: عذوبة مائها وتفرقه في الأرض منها. قال أبو العالية: ليس ماء عذب إلا يهبط من السماء إلى الصخرة التي ببيت المقدس ، ثم يتفرق في الأرض. قال كعب الأحبار ، والذي نفسي بيده إن العين التي بدارين لتخرج من تحت هذه الصخرة ، يعني عينا في البحر.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 455 ] قوله تعالى: ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة فيها ثلاثة أوجه: أحدها: أن النافلة الغنيمة ، قال لبيد:


                                                                                                                                                                                                                                        لله نافلة الأفضل.



                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن النافلة الابن ، حكاه السدي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنها الزيادة في العطاء. وفيما هو زيادة قولان: أحدهما: أن يعقوب هو النافلة ، لأنه دعا بالولد فزاده الله ولد الولد ، قاله ابن عباس وقتادة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن إسحاق ويعقوب هما جميعا نافلة ؛ لأنهما زيادة على ما تقدم من النعمة عليه ، قاله مجاهد ، وعطاء. قوله عز وجل: ولوطا آتيناه حكما وعلما فيه تأويلان: أحدهما: أنه القضاء بالحق بين الخصوم قاله ابن عيسى.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: النبوة ، قاله ... ... وعلما يعني فهما. ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث وهي قرية سدوم. وفي الخبائث التي كانوا يعملونها قولان: أحدهما: اللواط.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: الضراط ونجيناه قيل من قلب المدائن ورمي الحجارة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية