الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : والذين تبوءوا الدار والإيمان .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : والذين تبوءوا الدار والإيمان إلى آخر الآية قال : هم هذا الحي من الأنصار، أسلموا في ديارهم، فابتنوا المساجد قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم – بسنتين، وأحسن الله عليهم الثناء في ذلك، وهاتان الطائفتان الأولتان من هذه الأمة أخذتا بفضلهما، ومضتا على مهلهما، وأثبت الله حظهما في هذا الفيء، ثم ذكر الطائفة الثالثة، فقال : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا إلى آخر الآية، قال : إنما أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يؤمروا بسبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن مجاهد : والذين تبوءوا الدار [ ص: 368 ] والإيمان من قبلهم قال : الأنصار، نعت سخاوة أنفسهم عندما رئي من ذلك، وإيثارهم إياهم، ولم يصب الأنصار من ذلك الفيء شيء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن يزيد بن الأصم، أن الأنصار قالوا : يا رسول الله، اقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين قال : «لا، ولكن يكفونكم المؤنة، ويقاسمونكم الثمرة، والأرض أرضكم» قالوا : رضينا، فأنزل الله : والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم إلى آخر الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الحسن قال : فضل المهاجرين على الأنصار، فلم يجدوا في صدورهم حاجة قال : الحسد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري ، وابن مردويه ، عن عمر أنه قال : أوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 369 ] وأخرج الزبير بن بكار في «أخبار المدينة» عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «للمدينة عشرة أسماء؛ هي المدينة، وهي طيبة، وطابة، ومسكينة، وجابرة، ومجبورة، ويندد، ويثرب، والدار» .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية