الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إنا أنزلنا التوراة الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مقاتل في قوله : إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يعني : هدى من الضلالة، ونور من العمى، يحكم بها النبيون يحكمون بما في التوراة من لدن موسى إلى عيسى للذين هادوا لهم وعليهم، ثم قال : ويحكم بها الربانيون والأحبار أيضا بالتوراة، بما استحفظوا من كتاب الله يقول : بما علموا من كتاب الله من [ ص: 320 ] الرجم، والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس في أمر محمد صلى الله عليه وسلم والرجم، يقول : أظهروا أمر محمد والرجم، واخشون في كتمانه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار قال : أما الربانيون، ففقهاء اليهود، وأما الأحبار، فعلماؤهم، قال : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لما أنزلت هذه الآية : (نحن نحكم على اليهود، وعلى من سواهم من أهل الأديان) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن الحسن في قوله : يحكم بها النبيون الذين أسلموا يعني النبي صلى الله عليه وسلم للذين هادوا يعني اليهود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن عكرمة في قوله : يحكم بها النبيون الذين أسلموا قال : النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء يحكمون بما فيها من الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن الضحاك في قوله : والربانيون والأحبار قال : قراؤهم وفقهاؤهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن الحسن قال : الربانيون والأحبار الفقهاء والعلماء . [ ص: 321 ] وأخرج عن مجاهد قال : الربانيون العلماء الفقهاء، وهم فوق الأحبار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن قتادة قال : الربانيون فقهاء اليهود ، والأحبار علماؤهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن زيد قال : الربانيون الولاة والأحبار العلماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي قال : كان رجلان من اليهود أخوان يقال لهما : ابنا صوريا، قد اتبعا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلما، وأعطياه عهدا ألا يسألهما عن شيء في التوراة إلا أخبراه به، وكان أحدهما ربيا والآخر حبرا، وإنما اتبعا النبي صلى الله عليه وسلم يتعلمان منه فدعاهما، فسألهما، فأخبراه الأمر كيف كان حين زنى الشريف وزنى المسكين، وكيف غيروه، فأنزل الله : إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها [ ص: 322 ] النبيون الذين أسلموا للذين هادوا يعني النبي صلى الله عليه وسلم، والربانيون والأحبار هما ابنا صوريا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : الربانيون أهل عبادة الله، وأهل تقوى الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن قتادة قال : الربانيون العباد، والأحبار العلماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : الربانيون الفقهاء العلماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : والربانيون قال : هم المؤمنون، والأحبار قال : هم القراء، وكانوا عليه شهداء يعني الربانيين والأحبار، هم الشهداء لمحمد صلى الله عليه وسلم بما قال أنه حق جاء من عند الله، فهو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم أتته اليهود فقضى بينهم بالحق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية