الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا

                                                                                                                                                                                                لما كانت الجنة مشتملة على جنات عدن أبدلت منها ؛ كقولك : أبصرت دارك القاعة والعلالي ، و "عدن " : معرفة علم ، بمعنى : العدن ، وهو الإقامة ، كما جعلوا : فينة ، [ ص: 34 ] وسحر ، وأمس -فيمن لم يصرفه - : أعلاما لمعاني : الفينة ، والسحر ، والأمس ، فجرى مجرى العدن لذلك ، أو هو علم لأرض الجنة ؛ لكونها مكان إقامة ، ولولا ذلك لما ساغ الإبدال ؛ لأن النكرة لا تبدل من المعرفة إلا موصوفة ، ولما ساغ وصفها بالتي ، وقرئ : "جنات عدن" و "جنة عدن " : بالرفع على الابتداء ، أي : وعدها وهي غائبة عنهم غير حاضرة ، أو هم غائبون عنها لا يشاهدونها ، أو بتصديق الغيب والإيمان به ، قيل في "مأتيا " : مفعول ، بمعنى : فاعل ، والوجه أن الوعد هو الجنة وهم يأتونها ، أو هو من قولك : أتى إليه إحسانا ، أي : كان وعده مفعولا منجزا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية