الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 155 ] إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور

                                                                                                                                                                                                يتلون كتاب الله يداومون على تلاوته وهي شأنهم وديدنهم . وعن مطرف رحمه الله : هي آية القراء . عن الكلبي رحمه الله : يأخذون بما فيه . وقيل : يعلمون ما فيه ويعملون به . وعن السدي رحمه الله : هم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم . وعن عطاء : هم المؤمنون "يرجون " خبر إن . والتجارة : طلب الثواب بالطاعة . و "ليوفيهم " متعلق بلن تبور ، أي : تجارة ينتفى عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم عنده "أجورهم " وهي ما استحقوه من الثواب "ويزيدهم " من التفضل على المستحق ، وأن شئت جعلت "يرجون " في موضع الحال على : وأنفقوا راجين ليوفيهم ، أي فعلوا جميع ذلك من التلاوة وإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله لهذا الغرض ، وخبر إن قوله : إنه غفور شكور على معنى : غفور لهم شكور لأعمالهم . والشكر مجاز عن الإثابة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية