الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته [ ص: 489 ] ذلك هو الفوز المبين وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين

                                                                                                                                                                                                عامل النصب في ( يوم تقوم ) يخسر، و "يومئذ" بدل من ( يوم تقوم ) "جاثية" باركة مستوفزة على الركب. وقرئ: (جاذية) والجذو: أشد استيفازا من الجثو; لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: جاثية مجتمعة. وعن قتادة جماعات من الجثوة، وهي الجماعة، وجمعها: جثى. وفى الحديث: "من جثي جهنم" وقرئ: (كل أمة) على الابتداء، وكل أمة: على الإبدال من كل أمة إلى كتابها إلى صحائف أعمالها، فاكتفى باسم الجنس، كقوله تعالى: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه [الكهف: 49]. اليوم تجزون محمول على القول. فإن قلت: كيف أضيف الكتاب إليهم وإلى الله عز وجل؟ قلت: الإضافة تكون للملابسة، وقد لابسهم ولابسه، أما ملابسته أي إياهم ، فلأن أعمالهم مثبتة فيه. وأما ملابسته أي إياه; فلأنه مالكه، والآمر ملائكته أن يكتبوا فيه أعمال عباده ينطق عليكم يشهد عليكم بما عملتم "بالحق" من غير زيادة ولا نقصان إنا كنا نستنسخ الملائكة ما كنتم تعملون أي: نستكتبهم أعمالكم في رحمته في جنته. وجواب أما محذوف تقديره: وأما الذين كفروا [ ص: 490 ] فيقال لهم: أفلم تكن آياتي تتلى عليكم والمعنى ألم يأتكم رسلي فلم تكن آياتي تتلى عليكم، فحذف المعطوف عليه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية