الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم

                                                                                                                                                                                                أولئك هم المؤمنون حقا ; لأنهم صدقوا إيمانهم وحققوه ، بتحصيل مقتضياته من هجرة الوطن ، ومفارقة الأهل ، والانسلاخ من المال ، لأجل الدين ، وليس بتكرار ; لأن هذه الآية واردة للثناء عليهم ، والشهادة لهم ، مع الموعد الكريم ، والأولى للأمر بالتواصل والذين آمنوا من بعد : يريد اللاحقين بعد السابقين إلى الهجرة ; كقوله : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان [الحشر : 10] ، ألحقهم بهم ، وجعلهم منهم ; تفضلا منه ، وترغيبا وأولو الأرحام : أولو القرابات أولى بالتوارث ، وهو نسخ للتوارث بالهجرة والنصرة في كتاب الله : تعالى في حكمه وقسمته ، وقيل : في اللوح ، وقيل : في القرآن ، وهو آية المواريث ; وقد استدل به أصحاب أبي حنيفة - رحمه الله - على توريث ذوي الأرحام .

                                                                                                                                                                                                وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من قرأ سورة الأنفال وبراءة فأنا شفيع له يوم القيامة ، وشاهد أنه بريء من النفاق وأعطي عشر حسنات بعد كل منافق ومنافقة ، وكان العرش وحملته يستغفرون له أيام حياته في الدنيا" .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية