الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم

                                                                                                                                                                                                قرئ: "مرجون" و "مرجؤون" من أرجيته، وأرجأته: إذا أخرته، ومنه المرجئة، يعني: وآخرون من المتخلفين موقوف أمرهم، إما يعذبهم : إن بقوا على الإصرار ولم يتوبوا، وإما يتوب عليهم : إن تابوا، وهم ثلاثة: كعب بن مالك ، وهلال بن أمية، ومرارة بن [ ص: 91 ] الربيع: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ألا يسلموا عليهم، ولا يكلموهم، ولم يفعلوا كما فعل أبو لبابة وأصحابه من شد أنفسهم على السواري، وإظهار الجزع والغم، فلما علموا أن أحدا لا ينظر إليهم، فوضوا أمرهم إلى الله تعالى، وأخلصوا نياتهم، ونصحت توبتهم، فرحمهم الله. والله عليم حكيم : وفي قراءة عبد الله : "غفور رحيم"، وإما للعباد: أي: خافوا عليهم العذاب، وأرجوا لهم الرحمة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية