الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور

                                                                                                                                                                                                                                        ( إن الذين يتلون كتاب الله ) يداومون على قراءته أو متابعة ما فيه حتى صارت سمة لهم وعنوانا ، والمراد بكتاب الله القرآن أو جنس كتب الله فيكون ثناء على المصدقين من الأمم بعد اقتصاص حال المكذبين . ( وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ) كيف اتفق من غير قصد إليهما . وقيل السر في المسنونة والعلانية في المفروضة . ( يرجون تجارة ) تحصيل ثواب بالطاعة وهو خبر إن . ( لن تبور ) لن تكسد ولن تهلك بالخسران صفة للتجارة وقوله :

                                                                                                                                                                                                                                        ( ليوفيهم أجورهم ) علة لمدلوله أي ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم بنفاقها أجور أعمالهم ، أو لمدلول ما عد من امتثالهم نحو فعلوا ذلك ليوفيهم أو عاقبة لـ ( يرجون ) . ( ويزيدهم من فضله ) على ما [ ص: 259 ]

                                                                                                                                                                                                                                        يقابل أعمالهم . ( إنه غفور ) لفرطاتهم . ( شكور ) لطاعاتهم أي مجازيهم عليها ، وهو علة للتوفية والزيادة أو خبر إن و ( يرجون ) حال من واو ( وأنفقوا ) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية