الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون

                                                                                                                                                                                                                                        . [ ص: 69 ] فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق فتعظموا فيها على أهلها من غير استحقاق. وقالوا من أشد منا قوة اغترارا بقوتهم وشوكتهم. قيل: كان من قوتهم أن الرجل منهم ينزع الصخرة فيقتلعها بيده. أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة قدرة فإنه قادر بالذات مقتدر على ما لا يتناهى، قوي على ما لا يقدر عليه أحد غيره. وكانوا بآياتنا يجحدون يعرفون أنها حق وينكرونها وهو عطف على فاستكبروا.

                                                                                                                                                                                                                                        فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا باردة تهلك بشدة بردها من الصر وهو البرد الذي يصر أي يجمع، أو شديدة الصوت في هبوبها من الصرير. في أيام نحسات جمع نحسة من نحس نحسا نقيض سعد سعدا، وقرأ الحجازيان والبصريان بالسكون على التخفيف أو النعت على فعل، أو الوصف بالمصدر، قيل: كن آخر شوال من الأربعاء إلى الأربعاء وما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء. لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا أضاف ال عذاب إلى الخزي وهو الذل على قصد وصفه به لقوله: ولعذاب الآخرة أخزى وهو في الأصل صفة المعذب وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة. وهم لا ينصرون بدفع العذاب عنهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية