الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين

                                                                                                                                                                                                                                      92 - قال لا تثريب عليكم لا تعيير عليكم اليوم متعلق بالتثريب أو بيغفر والمعنى: لا أثربكم اليوم، وهو اليوم الذي هو مظنة التثريب فما ظنكم بغيره من الأيام ثم ابتدأ فقال يغفر الله لكم فدعا لهم بمغفرة ما فرط منهم يقال : غفر الله لك ويغفر لك على لفظ الماضي والمضارع أو "اليوم يغفر الله لكم" بشارة بعاجل غفران الله ، وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بعضادتي باب الكعبة يوم الفتح فقال لقريش ما ترونني فاعلا بكم ؟ قالوا نظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم ، وقد قدرت ، فقال : أقول ما قال أخي يوسف: قال لا تثريب عليكم اليوم ، وروي أن أبا سفيان لما جاء ليسلم قال له العباس إذا أتيت رسول الله فاتل عليه : "قال لا تثريب عليكم اليوم" ففعل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " غفر الله لك ولمن علمك" ، ويروى [ ص: 133 ] أن إخوته لما عرفوه أرسلوا إليه أنك تدعونا إلى طعامك بكرة وعشيا ونحن نستحي منك لما فرط منا فيك فقال يوسف: إن أهل مصر وإن ملكت فيهم فإنهم ينظرون إلي بالعين الأولى ويقولون: سبحان من بلغ عبدا بيع بعشرين درهما ما بلغ ولقد شرفت الآن بكم حيث علم الناس أني من حفدة إبراهيم وهو أرحم الراحمين أي : إذا رحمتكم وأنا الفقير القتور فما ظنكم بالغني الغفور

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية