الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين

                                                                                                                                                                                                                                      264 - يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي الكاف نصب صفة مصدر محذوف، والتقدير: إبطالا مثل إبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر أي: لا تبطلوا ثواب صدقاتكم بالمن والأذى كإبطال المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس، ولا يريد بإنفاقه رضا الله ولا ثواب الآخرة. و "رئاء": مفعول له. فمثله كمثل صفوان عليه تراب مثله ونفقته التي لا ينتفع بها البتة بحجر أملس عليه تراب فأصابه وابل مطر عظيم القطر. فتركه صلدا أجرد نقيا من التراب الذي كان عليه لا يقدرون على شيء مما كسبوا لا يجدون ثواب شيء مما أنفقوا، أو الكاف في محل النصب على الحال; أي: لا تبطلوا صدقاتكم مماثلين الذي ينفق، وإنما قال: لا يقدرون بعد قوله: كالذي ينفق لأنه أراد بالذي ينفق الجنس، أو الفريق الذي ينفق. والله لا يهدي القوم الكافرين ماداموا مختارين الكفر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية