الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنـزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

                                                                                                                                                                                                                                      59 - فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فيه حذف، وتقديره: فبدل الذين ظلموا بالذي قيل لهم: قولا غير الذي قيل لهم فبدل يتعدى إلى مفعول واحد بنفسه، وإلى آخر بالباء، فالذي مع الباء متروك، والذي بغير باء موجود، يعني: وضعوا مكان حطة قولا غيرها، أي: أمروا بقول معناه التوبة والاستغفار، فخالفوه إلى قول ليس معناه معنى ما أمروا به، ولم يمتثلوا أمر الله، وقيل: قالوا: مكان حطة حنطة، وقيل: قالوا بالنبطية: حطا سمقاثا، أي: حنطة حمراء استهزاء منهم بما قيل لهم، وعدولا عن طلب ما عند الله إلى طلب ما يشتهون من أعراض الدنيا، فأنـزلنا على الذين ظلموا رجزا عذابا. وفي تكرير الذين ظلموا زيادة في تقبيح أمرهم، وإيذان بإنزال الرجز عليهم لظلمهم من السماء صفة لرجز بما كانوا يفسقون بسبب فسقهم. روي أنه مات منهم في ساعة بالطاعون أربعة وعشرون ألفا، وقيل: سبعون ألفا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية