الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون

                                                                                                                                                                                                                                        (59) أي: قل: الحمد لله الذي يستحق كمال الحمد والمدح والثناء؛ لكمال أوصافه وجميل معروفه وهباته وعدله وحكمته في عقوبته المكذبين وتعذيب الظالمين، وسلم أيضا على عباده الذين تخيرهم واصطفاهم على العالمين من الأنبياء والمرسلين وصفوة الله رب العالمين، وذلك لرفع ذكرهم وتنويها بقدرهم وسلامتهم من الشر والأدناس، وسلامة ما قالوه في ربهم من النقائص والعيوب.

                                                                                                                                                                                                                                        آلله خير أما يشركون وهذا استفهام قد تقرر وعرف، أي: الله الرب العظيم، كامل الأوصاف، عظيم الألطاف، خير أم الأصنام والأوثان التي عبدوها معه، وهي ناقصة من كل وجه، لا تنفع ولا تضر، ولا تملك لأنفسها ولا لعابديها مثقال ذرة من الخير، فالله خير مما يشركون.

                                                                                                                                                                                                                                        ثم ذكر تفاصيل ما به يعرف ويتعين أنه الإله المعبود، وأن عبادته هي الحق، وعبادة ما سواه هي الباطل، فقال:

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية