الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ونقل مهنا عن أحمد : أفضلية الفكر على الصلاة والصوم ( وأفضلها ) أي : صلاة التطوع ( ما سن ) أن يصلى ( جماعة ) لأنه أشبه بالفرائض ، ثم الرواتب ( وآكدها ) أي : آكد ما يسن جماعة ( كسوف ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها ، وأمر بها في حديث ابن مسعود [ ص: 237 ] المتفق عليه ( فاستسقاء ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسقي ، تارة ويترك أخرى ، بخلاف الكسوف .

                                                                          فلم يترك صلاته عنده فيما نقل عنه ، لكن ورد ما يدل على الاعتناء بالاستسقاء ، كحديث أبي داود عن عائشة { أمر بمنبر ، فوضع ووعد الناس يوما يخرجون فيه } " ( فتراويح ) لأنها تسن لها الجماعة ( فوتر ) لأنه تشرع له الجماعة بعد التراويح ، وهو سنة مؤكدة .

                                                                          وروي عن أحمد : من ترك الوتر عمدا ، فهو رجل سوء ، لا ينبغي أن تقبل له شهادة ( وليس ) الوتر ( بواجب ) قال في رواية حنبل : الوتر ليس بمنزلة الفرض ، فإن شاء قضى الوتر ، وإن شاء لم يقضه ، وذلك لحديث طلحة بن عبد الله : { أن أعرابيا قال : يا رسول الله ، ماذا فرض الله على عباده من الصلوات ؟ قال : خمس صلوات في اليوم والليلة . قال : هل علي غيرها ؟ قال : لا ، إلا أن تطوع } " متفق عليه وأما حديث { الوتر حق } " ونحوه : فمحمول على تأكيد استحبابه ، جمعا بين الأخبار ( إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ) فكان الوتر واجبا عليه للخبر .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية