الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل ويعتبر في البينة العدالة ظاهرا وكذا تعتبر باطنا لقوله تعالى : { وأشهدوا ذوي عدل منكم } وقوله : { ممن ترضون من الشهداء } وقوله : { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } والفاسق لا يؤمن كذبه ( إلا في عقد نكاح ) فتكفي العدالة ظاهرا فلا يبطل لو بانا فاسقين ، وتقدم واختار الخرقي وأبو بكر وصاحب الروضة : تقبل شهادة كل مسلم لم تظهر منه ريبة لقبوله صلى الله عليه وسلم شهادة الأعرابي برؤية الهلال وقول عمر : المسلمون عدول ; ولأن ظاهر المسلم العدالة ; لأنها أمر خفي سببه [ ص: 520 ] الخوف من الله تعالى ودليله الإسلام ، فإذا وجد اكتفي به ما لم يقم دليل على خلافه ، فإن جهل إسلامه رجع إلى قوله والعمل على الرواية الأولى ، وقولهم : ظاهر المسلم العدالة ممنوع ، بل الظاهر عكسه ; لأن العادة إظهار الطاعة وإسرار المعصية ، وقول عمر معارض بما روي عنه أنه أتي بشاهدين فقال لهما : لست أعرفكما ولا يضركما أني لم أعرفكما ، والأعرابي الذي قبل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته برؤية الهلال صحابي وهم عدول

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية