الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ومتى ارتاب ) الحاكم ( من عدلين لم يختبر قوة ضبطهما و ) قوة ( دينهما لزمه البحث ) عما شهدا به ( بسؤال كل واحد ) منهما ( منفردا عن كيفية تحمله ) ، بأن يقول : هل رأيت ما شهدت به أو أخبرت به أو أقر عندك به ؟ ( ومتى ) تحملت الشهادة ؟ ليذكر تاريخ التحمل ( وأين ) تحملت الشهادة أفي مسجد أو سوق أو بيت ونحوه ؟ ( و ) يسأله ( هل تحمل ) الشهادة ( وحده ) بأن لم يكن [ ص: 521 ] معه غيره حين التحمل ؟ ( أو ) كان ( مع صاحبه ؟ فإن اتفقا ) في جوابهما عن ذلك ( وعظهما وخوفهما ) لحديث أبي حنيفة قال : " كنت عند محارب بن دثار وهو قاضي الكوفة ، فجاء رجل فادعى على رجل حقا فأنكره فأحضر المدعي شاهدين شهد له فقال المشهود عليه : والذي تقوم به السماء والأرض لقد كذبا علي وكان محارب بن دثار متكئا فاستوى جالسا وقال : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " { إن الطير لتخفق بأجنحتها وترمي بما في حواصلها من هول يوم القيامة ، وإن شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يتبوأ مقعده من النار } " فإن صدقتما فاثبتا وإن كذبتما فغطيا رءوسكما وانصرفا ، فغطيا رءوسهما وانصرفا . ( فإن ثبتا ) بعد وعظهما ( حكم ) بشهادتهما بسؤال مدع ، ( وإلا ) يثبتا ( لم يقبلهما ) قال أحمد : ينبغي للقاضي أن يسأل عن شهوده كل قليل ; لأن الرجل ينتقل من حال إلى حال

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية