الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ويعمل بالظاهر ) أي ظاهر الحال ( فيما بيديهما ) أي المتنازعين ( مشاهدة أو ) بيديهما ( حكما أو بيد واحد ) منهما ( مشاهدة و ) بيد ( الآخر حكما ) . وتأتي أمثلة ذلك ( فلو نوزع رب دابة في رحل عليها ) وكل منهما آخذ ببعضه فهو لرب الدابة بيمينه ; لأن ظاهر الحال عادة أن الرحل لصاحب الدابة ، ( أو ) نوزع ( رب قدر ونحوه ) من الأواني والظروف ( في شيء فيه ) من نحو لحم أو تمر ، والقدر ونحوه بأيديهما مع اتفاقهما على أن القدر لأحدهما ، ( ف ) ما فيه ( له ) أي لرب القدر ونحوه بيمينه عملا بظاهر الحال .

                                                                          ( ولو نازع رب دار خياطا فيها ) أي الدار ( في إبرة أو ) في ( مقص ) فللثاني أي الخياط ; لأن ظاهر الحال أن الخياط إذا دعي للخياطة يحمل معه إبرته ومقصه ، ( أو ) نازع رب دار ( قرابا في قربة ) في الدار ( ف ) هي ( للثاني ) أي القراب لما تقدم ، ( وعكسه ) أي ما سبق ولو تنازع ( الثوب ) المخيط ( والخابية ) التي يصب فيها الماء فهما لرب الدار بيمينه ; لأنه الظاهر ( وإن تنازع مكر ومكتر ) لدار ( في رف مقلوع ) له شكل في الدار ( أو ) تنازعا في ( مصراع ) مقلوع ( له شكل منصوب في الدار ف ) هو ( لربها ) مع يمينه ; لأن المنصوب تابع للدار والظاهر أن أحد الرفين أو أحد المصراعين لمن له الآخر ; لأن أحدهما لا يستغني عن صاحبه كالحجر الفوقاني في الرحا والمفتاح مع القفل [ ص: 560 ] ( وإلا ) يكن مع الرف المقلوع أو المصراع شكل منصوب في الدار ( ف ) هو ( بينهما ) أي المكري والمكتري بيمينهما ، ( وما جرت عادة به ) أي بأنه المكري ( ولو لم يدخل في بيع ) الدار كمفتاحها ( ف ) هو ( لربها ) كالأبواب المنصوبة والخوابي المدفونة والرفوف المسمرة والرحا المنصوبة ; لأنه من توابع الدار أشبه الشجر المغروس ( وإلا ) إن تجر العادة بأنه للمكري كالأثاث والأواني والكتب والحبل الذي يستقي به من بئر ( ف ) هو ( لمكتر ) بيمينه ; لأن العادة أن الإنسان يكري داره فارغة

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية