الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وكره صوم حامل ومرضع خافتا على أنفسهما أو ) خافتا على ( الولد ) كالمريض وأولى ( ويقضيان الفطر ) عدد أيام فطرهما لقدرتهما على القضاء ولا إطعام عليهما لأنهما كالمريض الخائف على نفسه ( ويلزم من يمون الولد إن خيف عليه فقط ) من الصوم ( إطعام مسكين كل يوم ) أفطرته حامل أو مرضع خوفا على الولد ( ما ) أي طعاما ( يجزئ في كفارة ) لقوله تعالى : { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } قال ابن عباس " كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة ، وهما يطيقان الصيام : أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا والحبلى والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا " .

                                                                          رواه أبو داود وروي عن ابن عمر ، ولأنه فطر بسبب نفس عاجزة من طريق الخلقة ، فوجبت به الكفارة كالشيخ الهرم ( وتجزئ ) كفارة ( إلى ) مسكين ( واحد جملة ) واحدة قاله في الفروع وظاهر كلامهم : إخراج الإطعام على الفور ، لوجوبه ، وهذا أقيس . وذكر صاحب المحرر : إن أتى به مع القضاء جاز ; لأنه كالتكملة له ، فإن خافتا على أنفسهما فقط أو مع الولد ، فلا إطعام كالمريض ( ومتى قبل رضيع ثدي غيرها ) أي : أمه ( وقدر أن يستأجر له لم تفطر ) أمه لعدم الحاجة إليه [ ص: 478 ] ( وظئر ) أي : مرضعة لولد غيرها ( كأم ) في إباحة فطر إن خافت على نفسها أو الرضيع ، فإن وجب إطعام ( ف ) على من يمونه ( لو تغير لبنها ) أي : الظئر المستأجرة للإرضاع ( ب ) سبب ( صومها أو نقص ) لبنها لصومها ( فلمستأجرها الفسخ ) للإجارة دفعا للضرر ( وتجبر ) بطلب مستأجر ( على فطر إن تأذى الرضيع ) بصومها فإن قصدت الإضرار أثمت ، ذكره ابن الزاغوني ، وقال أبو الخطاب : إن تأذى الصبي بنقصه أو تغيره لزمها الفطر

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية