الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمره بما يقول جوابا لتكذيبهم ، تقدم إليه فيما يفعل وقت خوضهم في التكذيب ، فقال : وإذا رأيت خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد غيره ليكون أردع الذين يخوضون أي : يتكلمون في آياتنا أي : بغير تأمل ولا بصيرة بل طوع الهوى ، كما يفعل خائض الماء في وضعه لرجله على غير بصيرة لستر مواضع الخطا وبغير تمام الاختيار لغلبة الماء فأعرض عنهم بترك المجالسة أو ما يقوم مقامها; ولما كان الخوض في الآيات دالا على قلة العقل قال : حتى يخوضوا في حديث غيره فحكم على حديثهم فيما سوى ذلك أيضا بالخوض ؛ لأن فيه الغث والسمين ؛ لأنه غير مقيد بنظام الشرع .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الله تعالى - وله الحمد - قد رفع حكم النسيان عن هذه الأمة ، قال مؤكدا : وإما ينسينك الشيطان أي : إنساء عظيما إشارة إلى أن مثل هذا الأمر جدير بأن لا ينسى فلا تقعد بعد الذكرى أي : [ ص: 147 ] التذكر لهذا النهي مع القوم الظالمين أظهر موضع الإضمار تعميما ودلالة على الوصف الذي هو سبب الخوض ، وهو الكون في الظلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية