الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وآخرون مرجون وقرأ نافع ، وحمزة ، والكسائي "مرجون" بغير همز . والآية نزلت في كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية ، وكانوا فيمن تخلف عن تبوك من غير عذر ، ثم لم يبالغوا في الاعتذار كما فعل أبو لبابة وأصحابه ، ولم يوثقوا أنفسهم بالسواري; فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم ، ونهى الناس عن كلامهم ومخالطتهم حتى نزل قوله: وعلى الثلاثة الذين خلفوا [التوبة:118] . قال الزجاج : "وآخرون" عطف على قوله: "ومن أهل المدينة" ، فالمعنى: منهم منافقون ، ومنهم (آخرون مرجون) أي: مؤخرون; "وإما" [ ص: 498 ] لوقوع أحد الشيئين ، والله تعالى عالم بما يصير إليه أمرهم ، لكنه خاطب العباد بما يعلمون ، فالمعنى: ليكن أمرهم عندكم على الخوف والرجاء .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: والله عليم حكيم أي: عليم بما يؤول إليه حالهم ، حكيم بما يفعله بهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية