الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
12- قوله تعالى: اجتنبوا كثيرا من الظن الآية. فيه تحريم ظن السوء بأهل الخير وإباحته بأهل الشر; لأنه لم ينه عن كل الظن وقد حمل على الثاني حديث الطبراني "احترسوا من الناس بسوء الظن" ، وفيه تحريم التجسس ، قال ابن عباس: وهو تتبع عورات الناس ، أخرجه ابن أبي حاتم ، وقال الأوزاعي: منه الاستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون ، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال: قيل لعمر بن الخطاب: إن فلانا لا يصحوا ، فقال: انظر إلى الساعة التي يضع فيها شرابه فائتني فأتاه ، فقال: قد وضع شرابه فانطلقا حتى استأذنا عليه فعزل شرابه ثم دخلا ، فقال عمر: والله إني لأجد ريح شراب يا فلان أنت بهذا؟ فقال: يا ابن الخطاب ، وأنت بهذا ، ألم ينهك الله أن تجسس ، فعرفها عمر فانطلق وتركه. وفي الآية تحريم الغيبة وهي ذكر الشخص بما يكرهه مما هو فيه.

قوله تعالى: أيحب أحدكم الآية. قال ابن الفرس: يستدل به على أنه لا يجوز للمضطر أكل ميتة الآدمي; لأنه ضرب به المثل في تحريم الغيبة ولم يضرب بميتة سائر الحيوان فدل على أنه في التحريم فوقها.

التالي السابق


الخدمات العلمية