الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما

                                                                                                                                                                                              قال الله عز وجل: إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب

                                                                                                                                                                                              روى نافع مولى يوسف السلمي عن نافع عن ابن عمر ، قال: قرأ رجل عند عمر هذه الآية: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها فقال عمر : أعد علي فأعادها عليه، فقال معاذ بن جبل : عندي تفسيرها، تبدل في الساعة الواحدة مائة مرة، فقال عمر : هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                              خرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه .

                                                                                                                                                                                              وخرجه ابن مردويه أيضا من طريق نافع أبي هرمز أنبأنا نافع عن ابن عمر قال: تلا رجل عند عمر هذه الآية: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها فقال عمر : أعده علي، وثم كعب ، فقال: يا أمير المؤمنين أنا عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الإسلام، قال: فقال: هاتها يا كعب ، فإن جئت به كما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقناك، وإلا لم ننظر إليها . قال: إني قرأتها قبل الإسلام: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة، فقال عمر : هكذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                              [ ص: 342 ] نافع أبو هرمز ضعيف جدا، وهو نافع مولى يوسف السلمي أيضا، عند طائفة من الحفاظ منهم ابن عدي ، ومنهم من قال: هما اثنان وكلاهما ضعيف .

                                                                                                                                                                                              وروى الربيع بن برة عن الفضل الرقاشي أن عمر سأل كعبا عن هذه الآية فقال: إن جلده يحرق ويجدد في ساعة أو في مقدار ساعة مائة ألف مرة .

                                                                                                                                                                                              قال عمر : صدقت، وهذا منقطع .

                                                                                                                                                                                              وروى ثوير بن أبي فاختة - وهو ضعيف - عن ابن عمر أنه قال في هذه الآية : إذا أحرقت جلودهم بدلوا جلودا بيضاء أمثال القراطيس .

                                                                                                                                                                                              خرجه ابن أبي حاتم .

                                                                                                                                                                                              وخرج أيضا بإسناده عن يحيى بن يزيد الحضرمي أنه بلغه في هذه الآية . قال: يجعل الله للكافر مائة جلد لين كل جلدين لون من العذاب .

                                                                                                                                                                                              وعن هشام عن الحسن في هذه الآية، قال: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم: عودوا، فيعودون كما كانوا .

                                                                                                                                                                                              وعن الربيع بن أنس ، قال: مكتوب في الكتاب الأول أن جلد أحدهم أربعون ذراعا، وسنه تسعون ذراعا، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه، فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها .

                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية