الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار [ 75 ]

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ أبو الأشهب : ( من إن تيمنه ) . " من " في موضع رفع بالابتداء أو [ ص: 388 ] بالصفة ، والشرط وجوابه من صلتها عند البصريين ، وعند الكوفيين بإضمار القول ، و " تيمنه " على لغة من قال : " نستعين " ، وفي ( يؤده إليك ) خمسة أوجه ، قرئ منها بأربعة ، أجودها قراءة نافع والكسائي : ( يؤدهي إليك ) بياء في الإدراج . وقرأ يزيد بن القعقاع : ( يؤده إليك ) بكسر الهاء بغير ياء . وقرأ أبو المنذر سلام : ( يؤده إليك ) بضم الهاء بغير واو ، كذا قرأ أخواته نحو " نوله ما تولى " ، و " عليه " ، و " إليه " . قال أبو عبيد : واتفق أبو عمرو ، والأعمش ، وحمزة على وقف الهاء ، فقرؤوه : ( يؤده إليك ) . قال أبو جعفر : والوجه الخامس : ( يؤدهو إليك ) بواو في الإدراج ، فهذا الأصل لأن الهاء خفية ، فزعم الخليل أنها أبدلت بحرف جلد وهو الواو ، وقال غيره : اختير لها الواو لأن الواو من الشفة والهاء بعيدة المخرج . وقال سيبويه : الواو في المذكر بمنزلة الألف في المؤنث ، وتبدل منها ياء لأن الياء أخف إذا كانت قبلها كسرة أو ياء ، وتحذف الياء وتبقى الكسرة لأن الياء قد كانت تحذف والفعل مرفوع فأثبتت بحالها . ومن قال " يؤده إليك " فحجته أنه حذف الواو ، وأبقى الضمة كما كان مرفوعا أيضا . فأما إسكان الهاء فلا يجوز إلا في الشعر عند بعض النحويين ، وبعضهم لا يجيزه ، وأبو عمرو أجل من أن يجوز عليه مثل هذا ، والصحيح عنه أنه كان يكسر الهاء . وقرأ يحيى بن وثاب ، والأعمش : ( إلا ما دمت ) بكسر الدال ، من : دمت تدام مثل خفت تخاف ، لغة أزد السراة . وحكى الأخفش : دمت تدوم شاذا . ذلك بأنهم أي فعلهم ذلك وأمرهم ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل أي طريق ظلم .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 389 ] قال الله - جل وعز - :

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية