الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ واعدنا موسى [ 51 ]

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ أبو عمرو ، وأبو جعفر ، وشيبة : ( وإذ وعدنا ) بغير ألف ، وهو اختيار [ ص: 224 ] أبي عبيد ، وأنكر " واعدنا " قال : لأن المواعدة إنما تكون من البشر ، فأما الله - جل وعز - فإنما هو المنفرد بالوعد والوعيد . على هذا وجدنا القرآن كقوله : " وعدكم وعد الحق " ، وقوله : " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ، وقوله : " وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم " . قال أبو جعفر : قد ذكرنا قول أبي إسحاق في الكتاب الذي قبل هذا . وكلام أبي عبيد هذا غلط بين ؛ لأنه أدخل بابا في باب ، وأنكر ما هو أحسن وأجود ، و " واعدنا " أحسن ، وهي قراءة مجاهد والأعرج وابن كثير ونافع والأعمش وحمزة والكسائي ، وليس قوله سبحانه : " وعد الله الذين آمنوا " من هذا في شيء ؛ لأن واعدنا موسى إنما هو من باب الموافاة ، وليس هو من الوعد والوعيد في شيء ، وإنما هو من قول : موعدك يوم الجمعة ، وموعدك موضع كذا ، والفصيح في هذا أن يقال : واعدته . موسى أربعين ليلة مفعولان . قال الأخفش : التقدير : وإذ واعدنا موسى تمام أربعين ليلة ، ثم حذف كما قال : واسأل القرية ثم اتخذتم العجل بالإدغام ، وإن شئت أظهرت لأن الذال مجهورة والتاء مهموسة فالإظهار حسن ، وإنما جاز الإدغام لأن الثاني بمنزلة المنفصل . " العجل " مفعول أول [ ص: 225 ] والمفعول الثاني محذوف .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية