الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة [6]

                                                                                                                                                                                                                                        قال زيد بن أسلم : أي إذا قمتم من النوم إلى الصلاة ، وقال غيره : في الكلام حذف ، أي : إذا قمتم إلى الصلاة وقد أحدثتم ، وقيل : كان واجبا أن يتهيأ للصلاة كل من قام إليها ثم نسخ ذلك ( وامسحوا برءوسكم وأرجلكم ) فمن قرأ بالنصب جعله عطفا على الأول ، أي : واغسلوا أرجلكم ، وقد ذكرنا الخفض إلا أن الأخفش وأبا عبيدة يذهبان إلى أن الخفض على الجوار والمعنى للغسل ، قال الأخفش : ومثله ( هذا جحر ضب خرب ( وهذا القول غلط عظيم لأن الجوار لا يجوز في الكلام أن يقاس عليه وإنما هو غلط ونظيره الإقواء ومن أحسن ما قيل أن المسح والغسل واجبان جميعا ، والمسح واجب على قراءة من قرأ بالخفض والغسل واجب على قراءة من قرأ بالنصب والقراءتان بمنزلة آيتين وفي الآية تقديم وتأخير - على قول بعضهم - قال : التقدير إذا قمتم إلى الصلاة أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ( وإن كنتم جنبا ) أي : ذوي جنب لأن جنبا مصدر واحد فإن جمعته قلت جنوب وأجناب وجناب وحكى ثعلب ومحمد بن .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 10 ] جرير
                                                                                                                                                                                                                                        أجنب الرجل وجنب واجتنب والمصدر الجنابة والأجناب ( فاطهروا ) والأصل فتطهروا فأدغمت التاء في الطاء ؛ لأنها من أصول الثنايا العليا وطرف اللسان وجيء بألف الوصل ليوصل إلى الساكن وقرأ الزهري ( أو جاء أحد منكم من الغيط ) ( ولكن يريد ليطهركم ) لام كي أي : إرادته ليطهركم من الذنوب ( وليتم نعمته عليكم ) بالثواب .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية