الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة ؛ " السرمد " ؛ في اللغة: الدائم؛ وقوله: من إله غير الله يأتيكم بضياء ؛ أي: بنهار تبصرون فيه؛ وتتصرفون في معايشكم؛ وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم؛ لأن الله - عز وجل - جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار؛ فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق؛ وكذلك قوله - في النهار -: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة ؛ أعلمهم أن الليل والنهار رحمة؛ فقال: ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ؛ [ ص: 153 ] المعنى: " جعل لكم الزمان ليلا ونهارا؛ لتسكنوا بالليل؛ وتبتغوا من فضل الله بالنهار؛ وجائز أن تسكنوا فيهما؛ وأن تبتغوا من فضل الله فيهما؛ فيكون المعنى: " جعل لكم الزمان ليلا ونهارا لتسكنوا فيه؛ ولتبتغوا من فضله " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية