الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ؛ أمر الله - عز وجل - باجتناب كثير من الظن؛ وهو أن تظن بأهل الخير سوءا؛ [ ص: 37 ] إذا كنا نعلم أن الذي ظهر منه خير؛ فأما أهل السوء والفسق؛ فلنا أن نظن بهم مثل الذي ظهر منهم؛ وقوله: ولا يغتب بعضكم بعضا ؛ و"الغيبة": (أن يذكر الإنسان من خلفه بسوء؛ وإن كان فيه السوء؛ وأما ذكره بما ليس فيه؛ فذلك "البهت"؛ و"البهتان"؛ (كذلك جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم. وقوله - عز وجل -: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ؛ ويجوز "ميتا"؛ وتأويله أن ذكرك بسوء من لم يحضر لك؛ بمنزلة أكل لحمه؛ وهو ميت؛ لا يحس هو بذلك؛ وكذلك تقول للمغتاب: "فلان يأكل لحوم الناس". وقوله - عز وجل -: فكرهتموه ؛ ويقرأ: "وكرهتموه"؛ فتأويله: "كما تكرهون أكل لحمه ميتا؛ كذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائبا".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية