الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ؛ بفتح النون؛ وتقرأ: "نصوحا"؛ بضم النون؛ فمن فتح فعلى صفة التوبة؛ ومعناه: "توبة بالغة في النصح"؛ و"فعول"؛ من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف؛ تقول: "رجل صبور؛ وشكور"؛ و"توبة نصوح"؛ ومن قرأ: "نصوحا"؛ بضم النون؛ فمعناه: "ينصحون بهذا نصوحا"؛ يقال: "نصحت له نصحا؛ ونصاحة؛ ونصوحا". [ ص: 195 ] وجاء في التفسير أن التوبة النصوح التي لا يعاود التائب معها المعصية؛ وقال بعضهم: التي لا ينوي معها معاودة المعصية؛ وقوله: يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ؛ "يوم"؛ منصوب بقوله: عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي ؛ أي: في هذا اليوم؛ والقراءة النصب في قوله: ويدخلكم ؛ عطف على أن يكفر ؛ ولو قرئت بالجزم لكان وجها؛ يكون محمولا على موضع عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ؛ لأن "عسى"؛ من الله واجبة؛ قال الله (تعالى): وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقوله: نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ؛ أي: إذا رأى المؤمنون نور المنافقين يطفأ؛ سألوا الله أن يتمم لهم نورهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية