الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ؛ أعلم الله - عز وجل - أن الأنبياء لا يغنون عمن عمل بالمعاصي شيئا؛ وجاء في التفسير أن خيانتهما لم تكن في بغاء؛ لأن الأنبياء لا يبتليهم الله في نسائهم بفساد؛ وقيل: إن خيانة امرأة لوط أنها كانت تدل على الضيف؛ وخيانة امرأة نوح أنها كانت تقول: إنه مجنون - صلى الله عليه وسلم وعلى أنبيائه أجمعين -؛ فأما من زعم غير ذلك فمخطئ؛ لأن بعض من تأول قوله: يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ؛ [ ص: 196 ] ذهب إلى جنس من الفساد؛ والقراءة في هذا: "عمل غير صالح"؛ و عمل غير صالح ؛ وهما يرجعان إلى معنى واحد؛ وذلك أن تأويل إنه عمل غير صالح ؛ إنه ذو عمل غير صالح؛ وكل من كفر فقد انقطع نسبه من أهله المؤمنين؛ لا يرثهم؛ ولا يرثونه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية