الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها ؛ أي : كذبوا بحججنا؛ وأعلامنا التي تدل على نبوة الأنبياء؛ وتوحيد الله؛ لا تفتح لهم أبواب السماء ؛ أي : لا تصعد أرواحهم؛ ولا أعمالهم؛ لأن أعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السماء؛ قال الله - عز وجل - : إليه يصعد الكلم الطيب ؛ ويجوز : " لا تفتح " ؛ و " لا تفتح " ؛ بالتخفيف؛ والتشديد؛ وبالياء؛ والتاء؛ وقال بعضهم : " لا تفتح لهم أبواب السماء " : أي : أبواب الجنة؛ لأن الجنة في السماء؛ والدليل على ذلك قوله : ولا يدخلون الجنة ؛ فكأنه لا تفتح لهم أبواب الجنة؛ ولا يدخلونها؛ حتى يلج الجمل في سم الخياط ؛ [ ص: 338 ] فـ " الخياط " : الإبرة؛ و " سمها " : ثقبها؛ المعنى : " لا يدخلون الجنة أبدا " ؛ وسئل ابن مسعود عن الجمل؛ فقال : " هو زوج الناقة " ؛ كأنه استجهل من سأله عن الجمل؛ وقرأ بعضهم : " الجمل " ؛ وفسروه فقالوا : " قلس السفينة. وقوله - عز وجل - : وكذلك نجزي المجرمين ؛ أي : " ومثل ذلك الذي وصفنا نجزي المجرمين " ؛ و " المجرمون " - والله أعلم - ههنا : الكافرون؛ لأن الذي ذكر من قصتهم التكذيب بآيات الله؛ والاستكبار عنها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية