الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 49 ] لا إن تخالفا في لت السويق . [ ص: 50 ] وأبى من دفع ما قال ، اللات : فمثل سويقه

التالي السابق


( لا ) يتحالفان ; بالحاء المهملة ( إن تخالفا ) بخاء معجمة أي رب السويق والسمان ( في لت ) بفتح اللام وشد المثناة ، أي بل ( السويق ) بفتح السين المهملة وكسر الواو وآخره قاف ، أي دقيق الحب المقلو بسمن بأن قال السمان : أمرتني بلته بعشرة أرطال سمن ، وقال رب السويق لم آمرك بشيء فلا يتحالفان ولا يتشاركان فيه ، ويقال لصاحب السويق ادفع للسمان مثل ما قال وخذ سويقك ملتوتا ، فإن فعل أخذ سويقه . [ ص: 50 ] وإن أبى ) أي امتنع صاحب السويق ( من دفع ) مثل ( ما قال اللات ) بشد الفوقية اسم فاعل لت كذلك ( فمثل سويقه ) غير ملتوت يدفعه اللات له ، فيها من لت سويقا لغيره بسمن وقال لربه أمرتني أن ألته لك بعشرة دراهم وقال ربه لم آمرك أن تلته بشيء قيل لصاحب السويق إن شئت فاغرم له ما قال وخذ السويق ملتوتا ، فإن أبى قيل للات : اغرم له مثل سويقه غير ملتوت وإلا فأسلمه له بلتاته ، ولا شيء لك ، ولا يكونان شريكين في الطعام لوجود مثله ، وقال غيره إذا امتنع رب السويق أن يعطيه ما لت به قضي له على اللات بمثل سويقه غير ملتوت . أبو الحسن مسألة السويق هذه دائرة بين أن يقول ربه أودعتك إياه أو يقول سرق فقوله في الكتاب : وقول ربه لم آمرك بلته أعم من ذلك ، وكذا لفظه في الأمهات ، ونقلها عبد الحق بلفظ : وقال ربه ما دفعت إليك شيئا .

عبد الحق فهذا مثل قوله في الثوب سرق مني ، ثم ذكر قول ابن القاسم وقول غيره ، ثم قال ، وهو خلاف أو وفاق والظاهر أن المصنف حمله على الخلاف وترك قول ابن القاسم لترجيح قول غيره عنده قاله الحط . طفي وجه الوفاق أن معنى قول الغير أنه لم يرض بأخذه ملتوتا ، وقول ابن القاسم إذا رضي بأخذه ملتوتا وهذا تأويل ابن يونس ، وحمله عبد الحق على الخلاف ، فعلى قول الغير يقضى بأخذ مثل سويقه ، ولا يجوز أخذه ملتوتا للفضل ، والله أعلم .




الخدمات العلمية