الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

منح الجليل شرح مختصر خليل

الشيخ عليش - محمد بن أحمد بن محمد (عليش)

صفحة

جزء

وللمكري في المسافة فقط ، وإن أشبه قوله فقط ، أو أشبها ، وانتقد . وإن لم ينتقد : حلف المكتري ، ولزم الجمال ما قال ، [ ص: 53 ] إلا أن يحلف على ما ادعى . فله حصة المسافة على دعوى المكتري ، وفسخ الباقي ، وإن لم يشبها : حلفا ، وفسخ بكراء المثل فيما مشى .

التالي السابق

عرض الحاشية

( وَ ) الْقَوْلُ ( لِلْمُكْرِي ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ ، وَهُوَ الْجَمَّالُ فِي اخْتِلَافِهِمَا ( فِي الْمَسَافَةِ فَقَطْ إنْ أَشْبَهَ قَوْلُهُ ) أَيْ الْمُكْرِي ( فَقَطْ ) أَيْ دُونَ الْمُكْتَرِي سَوَاءٌ انْتَقَدَ أَوْ لَمْ يَنْتَقِدْ ( أَوْ أَشْبَهَا ) أَيْ الْمُكْرِي وَالْمُكْتَرِي مَعًا ( وَانْتَقَدَ ) الْمُكْرِي الْكِرَاءَ مِنْ الْمُكْتَرِي ( وَإِنْ لَمْ يَنْتَقِدْ ) الْمُكْرِي الْكِرَاءَ مِنْ الْمُكْتَرِي وَهُمَا مُشَبَّهَانِ ( حَلَفَ الْمُكْتَرِي وَلَزِمَ الْجَمَّالَ مَا [ ص: 53 ] قَالَ ) الْمُكْتَرِي فَيَحْمِلُهُ إلَى إفْرِيقِيَّةَ فِي كُلِّ حَالٍ ( إلَى أَنْ يَحْلِفَ ) الْجَمَّالُ أَيْضًا عَلَى الْمَسَافَةِ الَّتِي ادَّعَاهَا الَّتِي انْتَهَيَا إلَيْهَا وَهِيَ بَرْقَةُ ( فَلَهُ ) أَيْ الْجَمَّالِ ( حِصَّةُ الْمَسَافَةِ ) الَّتِي انْتَهَى إلَيْهَا وَهِيَ بَرْقَةُ ( عَلَى دَعْوَى الْمُكْتَرِي وَفُسِخَ ) بِضَمٍّ فَكَسْرٍ ( الْبَاقِي ) مِنْ بَرْقَةَ إلَى إفْرِيقِيَّةَ .

( وَإِنْ لَمْ يُشْبِهَا حَلَفَا وَفُسِخَ ) الْكِرَاءُ وَحُوسِبَ الْجَمَّالُ ( بِكِرَاءِ الْمِثْلِ فِيمَا مَشَى ) مِنْ الْمَسَافَةِ وَيُقْضَى لِلْحَالِفِ مِنْهُمَا عَلَى النَّاكِلِ . ابْنُ رُشْدٍ تَلْخِيصُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَبَيَانُهَا عَلَى أَصْلِ ابْنِ الْقَاسِمِ : أَنْ يُنْظَرَ ، فَإِنْ أَشْبَهَ قَوْلَ الْمُكْرِي خَاصَّةً فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ انْتَقَدَ أَوْ لَمْ يَنْتَقِدْ ، وَإِنْ أَشْبَهَ قَوْلَ الْمُكْتَرِي خَاصَّةً فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ نَقَدَ الْكِرَاءَ أَوْ لَمْ يَنْقُدْهُ ، وَإِنْ أَشْبَهَ مَا قَالَا جَمِيعًا نُظِرَ ، فَإِنْ انْتَقَدَ الْكِرَاءَ فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْمُكْرِي ، وَإِنْ لَمْ يَنْتَقِدْ فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْمُكْتَرِي وَإِذَا كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَ الْمُكْرِي فَيَحْلِفُ وَلَهُ جَمِيعُ الْكِرَاءِ ، وَإِذَا كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَ الْمُكْتَرِي حَلَفَ وَلَزِمَ الْجَمَّالَ مَا قَالَ إلَّا أَنْ يَحْلِفَ عَلَى مَا ادَّعَى فَلَهُ حِصَّةُ مَسَافَةِ بَرْقَةَ عَلَى دَعْوَى الْمُكْتَرِي وَيُفْسَخُ عَنْهُ الْبَاقِي ، وَإِنْ لَمْ يُشْبِهْ قَوْلَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَلَفَا وَفُسِخَ ، وَلَهُ كِرَاءُ الْمِثْلِ فِيمَا مَشَى وَأَيُّهُمَا نَكَلَ قُضِيَ عَلَيْهِ لِمَنْ حَلَفَ .

( و ) القول ( للمكري ) بضم الميم وكسر الراء ، وهو الجمال في اختلافهما ( في المسافة فقط إن أشبه قوله ) أي المكري ( فقط ) أي دون المكتري سواء انتقد أو لم ينتقد ( أو أشبها ) أي المكري والمكتري معا ( وانتقد ) المكري الكراء من المكتري ( وإن لم ينتقد ) المكري الكراء من المكتري وهما مشبهان ( حلف المكتري ولزم الجمال ما [ ص: 53 ] قال ) المكتري فيحمله إلى إفريقية في كل حال ( إلى أن يحلف ) الجمال أيضا على المسافة التي ادعاها التي انتهيا إليها وهي برقة ( فله ) أي الجمال ( حصة المسافة ) التي انتهى إليها وهي برقة ( على دعوى المكتري وفسخ ) بضم فكسر ( الباقي ) من برقة إلى إفريقية .

( وإن لم يشبها حلفا وفسخ ) الكراء وحوسب الجمال ( بكراء المثل فيما مشى ) من المسافة ويقضى للحالف منهما على الناكل . ابن رشد تلخيص هذه المسألة وبيانها على أصل ابن القاسم : أن ينظر ، فإن أشبه قول المكري خاصة فالقول قوله انتقد أو لم ينتقد ، وإن أشبه قول المكتري خاصة فالقول قوله نقد الكراء أو لم ينقده ، وإن أشبه ما قالا جميعا نظر ، فإن انتقد الكراء فالقول قول المكري ، وإن لم ينتقد فالقول قول المكتري وإذا كان القول قول المكري فيحلف وله جميع الكراء ، وإذا كان القول قول المكتري حلف ولزم الجمال ما قال إلا أن يحلف على ما ادعى فله حصة مسافة برقة على دعوى المكتري ويفسخ عنه الباقي ، وإن لم يشبه قول واحد منهما حلفا وفسخ ، وله كراء المثل فيما مشى وأيهما نكل قضي عليه لمن حلف .