الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ويقول عند دخوله ) أي إرادة دخوله ولو لغير قضاء الحاجة فيما ظهر بالنسبة للتعوذ ( بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ، وخروجه غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ) أي منه للاتباع والخبث بضم الخاء والباء جمع [ ص: 143 ] خبيث والخبائث جمع خبيثة ، والمراد ذكران الشياطين وإناثهم ، وسبب سؤاله المغفرة عند انصرافه تركه ذكر الله تعالى في تلك الحالة أو خوفه من تقصيره في شكر نعم الله تعالى التي أنعمها عليه فأطعمه ثم هضمه ثم سهل خروجه ، وإنما قدمت البسملة هنا على الاستعاذة بخلاف القراءة لأن التعوذ هناك للقراءة والبسملة من القرآن فقدم التعوذ عليها بخلاف ما نحن فيه

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : بالنسبة للتعوذ ) أي أما بالنسبة للدعاء كقوله غفرانك إلخ فيختص بقاضي الحاجة على ما أفهمه التقييد بقوله بالنسبة للتعوذ ولم يذكر هذا القيد حج .

                                                                                                                            وكتب سم بهامشه ما نصه .

                                                                                                                            قوله وعند خروجه قد يشمل الخروج بعد الدخول لحاجة أخرى بدليل قوله السابق ولو لحاجة أخرى ، وقد يستبعد مناسبة الذي أذهب عني الأذى وعافاني لذلك ا هـ .

                                                                                                                            وقضيته أنه يقول : غفرانك الحمد لله ، فإنه لم يستبعد إلا قوله الذي أذهب عني الأذى وعافاني إلخ ، ويوجه ذلك بجعلهم سبب سؤال المغفرة ترك ذكر الله في تلك الحالة ( قوله اللهم إني أعوذ بك ) . [ فرع ] دخل الخلاء بطفل لقضاء حاجة الطفل فهل يسن له أن يقول على وجه النيابة عن الطفل : بسم الله اللهم إني أعوذ بك ، أو يقول : اللهم إنه يعوذ بك ، أو لا يسن قول شيء من ذلك ؟ فيه نظر ، ولا يبعد أن يقول ذلك ويقول إنه يعوذ بك ، وفي ظني أن الغاسل للميت يقول بعد الغسل ما يقوله المغتسل ويقول : اللهم اجعله من التوابين إلخ ، أو اجعلنا وإياه إلخ ، فليراجع شرح المنهاج أو شرح العباب في غسل الميت ا هـ سم على منهج .

                                                                                                                            ومن ذلك إرادة أم الطفل وضع الطفل في محل لقضاء حاجته ، ومنه إجلاسه على ما يسمونه بالقصرية في عرفهم ( قوله : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) قال ابن العماد : هذا الذكر يدل على أن إبليس نجس العين ، لكن ذكر البغوي في شرح السنة أنه طاهر العين كالمشرك ، واستدل { بأنه صلى الله عليه وسلم أمسك إبليس في الصلاة ولم يقطعها } ، ولو كان نجسا لما أمسكه فيها ولكنه نجس الفعل من حيث الطبع ع ا هـ سم على حج ( قوله : والخبث بضم الخاء والباء ) قال حج : وبإسكانها ولعل مراده أن الإسكان تخفيف فلا يرد على الشارح كالمحلي لأن [ ص: 143 ] مرادهما بيان الصيغة الأصلية لجمع خبيث ( قوله : وذكران الشياطين ) الذكر ضد الأنثى وجمعه ذكور وذكران وذكارة كحجر وحجارة ا هـ مختار ( قوله : وسبب سؤاله المغفرة إلخ ) ومنه يؤخذ أن كل ما حصلت له غفلة عن العبادة استحب له طلب المغفرة ، وأشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله { إنه ليغان على قلبي } الحديث ، فإن الغرض منه إرشاد الأمة لكثرة استغفارهم عند غفلتهم




                                                                                                                            الخدمات العلمية