الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ويبدأ ) استحبابا أول دخوله المسجد قبل تغيير ثيابه واكتراء منزله ونحوهما ( بطواف القدوم ) للاتباع رواه الشيخان . والمعنى فيه أن الطواف تحية البيت لا المسجد فلذلك يبدأ به ، إلا لعذر كإقامة جماعة وضيق وقت صلاة وتذكر فائتة مفروضة وإن لم يعص بتأخيرها ، ويحتمل أن فائتة النفل كذلك فتقدم على الطواف ولو كان في أثنائه ; لأن ما سوى الفائتة يفوت والطواف [ ص: 277 ] لا يفوت ، ولا يفوت بالجلوس في المسجد وتشبيه ذلك بتحية المسجد بالنسبة لبعض صورها ، وذهب الأذرعي في غنيته إلى أن القياس فيما لو أخره بعد دخول المسجد بلا عذر الفوات .

                                                                                                                            قال : وهل المراد أنه لا يفعل أصلا وهو المتبادر أو يفعل قضاء كالرواتب ؟ فيه احتمالان للمحب الطبري ولا بالتأخير .

                                                                                                                            نعم يفوت بالوقوف بعرفة كما سيأتي وكما يسمى طواف القدوم يسمى طواف القادم وطواف الورود وطواف الوارد وطواف التحية ، ولو قدمت امرأة نهارا وهي ذات جمال أو شرف وهي التي لا تبرز للرجال سن لها أن تؤخره إلى الليل ، وهو مقيد كما بحثه بعضهم بما إذا أمنت حيضا يطول زمنه والخنثى كالأنثى كما في المجموع ، ولو جلس بعد الطواف ثم صلى ركعتيه فاتت تحية المسجد ; لأنها تفوت بالجلوس عمدا وإن قصر .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : كإقامة جماعة )

                                                                                                                            [ ص: 277 ] أي ولو مفضولة ( قوله : لأن ما سوى الفائتة ) أي وعليه فكان ينبغي له أن يذكر لتقديم الفائتة حكمة ( قوله : وهو المتبادر ) ومقتضى قولهم ما فعل لسبب كالكسوف إذا فات لا يقضى ، يرجحه .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 277 ] قوله : وذهب الأذرعي في غنيته إلخ ) أي وما ذهب إليه ضعيف بدلالة ما قدمه الشارح ( قوله : ولا بالتأخير ) معطوف على قوله ولا يفوت بالجلوس ( قوله : فاتت تحية المسجد ) أي فإذا لم يجلس وصلى ركعتي الطواف فلا تفوت بمعنى أنها تندرج فيهما كما هو ظاهر




                                                                                                                            الخدمات العلمية