الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ويعتبر ) ( قدر الموضحة ) في قصاصها بالمساحة ( طولا وعرضا ) فيقاس مثلها من رأس الشاج ويخط عليه بنحو حمرة أو سواد ويوضح بنحو موسى لا بنحو سيف أو حجر وإن أوضح به لتعذر أمن الحيف [ ص: 289 ] منه وإنما لم يعتبر ذلك بالجزئية ; لأن الرأسين مثلا قد يختلفان صغرا وكبرا فيكون جزء أحدهما قدر جميع الآخر فيقع الحيف ، بخلاف الأطراف ; لأن القود وجب فيها بالمماثلة بالجملة ، فلو اعتبرناها بالمساحة أدى إلى أخذ عضو ببعض آخر وهو ممتنع ( ولا يضر ) هنا ( تفاوت ) نحو شعر و ( غلظ لحم وجلد ) نظير ما مر في تفاوت نحو الطول وقوة البطش ، ولو كان برأس الشاج شعر دون المشجوج ، ففي الروضة وأصلها عن نص الأم عدم القود لما فيه من إتلاف شعر لم يتلفه الجاني ، وظاهر نص المختصر وجوبه ، عزي للماوردي ، وحمل ابن الرفعة الأول على فساد منبت المشجوج ، والثاني على ما لو حلق .

                                                                                                                            قال الأذرعي : وقضية نص الأم أن الشعر الكثيف تجب إزالته ليسهل الاستيفاء ويبعد عن الغلط ، قال : والتوجيه يشعر بأنها لا تجب إذا كان الواجب استيعاب الرأس

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : ويخط ) [ ص: 289 ] وجوبا إن خيف اللبس وإلا كان مندوبا

                                                                                                                            ( قوله : منه ) أي من أجله

                                                                                                                            ( قوله : وحمل ابن الرفعة ) معتمد انتهى سم على منهج نقلا على الشارح

                                                                                                                            ( قوله : تجب إزالته ) معتمد

                                                                                                                            ( قوله : استيعاب الرأس ) قضيته أنه إذا لم يجب استيعاب الرأس وجبت إزالته اتفاقا




                                                                                                                            الخدمات العلمية