الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن وجده في أرض حربي ملكه ) . يعني أنه ركاز ، وهذا المذهب ، من حيث الجملة . وعليه جماهير الأصحاب وهو من المفردات ، ونص عليه ، وقيل : هو غنيمة . خرجه المجد في شرحه من قولنا : الركاز في دار الإسلام للمالك ، وخرجه المصنف ، والشارح ، مما إذا وجده في بيت أو خرابة .

قوله ( إلا أن لا يقدر عليه إلا بجماعة من المسلمين ) يعني لهم منعة ، فيكون غنيمة ، ` وهذا المذهب ، وعليه الأصحاب ، وقطعوا به .

فائدة : قال المجد في شرحه ، وغيره : في المدفون في دار الحرب : هو كسائر مالهم المأخوذ منهم ، وإن كانت عليه علامة الإسلام . [ ص: 130 ] قال المصنف في المغني : إن وجد بدارهم لقطة من متاعنا : فكدارنا ، ومن متاعهم : غنيمة ، ومع الاحتمال تعرف حولا بدارنا ، ثم تجعل في الغنيمة ، نص عليه احتياطا ، وقال ابن الجوزي في المذهب في اللقطة ، في دفين موات عليه علامة الإسلام : لقطة ، وإلا ركاز . قال في الفروع : ولم يفرق بين دار ودار ، ونقل إسحاق : إذا لم تكن سكة المسلمين فالخمس ، وكذا جزم في عيون المسائل ما لا علامة عليه ركاز ، وألحق الشيخ تقي الدين بالمدفون حكما الموجود ظاهرا كجراب جاهلي ، أو طريق غير مسلوك .

قوله ( والركاز ما وجد من دفن الجاهلية عليه علامتهم ) بلا نزاع ، وكذا لو كان عليه علامة من تقدم من الكفار في الجملة ، في دار الإسلام ، أو عليه ، أو على بعضه علامة كفر فقط ، نص عليه . قوله ( فإن كان عليه علامة المسلمين ، أو لم تكن عليه علامة أيضا : فهو لقطة ) إذا كان عليه علامة المسلمين فهو لقطة ، وكذا إن كان على بعضه علامة المسلمين ، وإن لم يكن عليه علامة : فالمذهب أيضا أنه لقطة ، وعليه الأصحاب ، ونقل أبو طالب في إناء نقد ، إن كان يشبه متاع العجم ، فهو كنز ، وما كان مثل العرق فمعدن ، وإلا فلقطة .

التالي السابق


الخدمات العلمية