الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وباتخاذ طعام لهم

التالي السابق


( قوله وباتخاذ طعام لهم ) قال في الفتح ويستحب لجيران أهل الميت والأقرباء الأباعد تهيئة طعام لهم يشبعهم يومهم وليلتهم ، لقوله صلى الله عليه وسلم { اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم } حسنه الترمذي وصححه الحاكم ولأنه بر ومعروف ، ويلح عليهم في الأكل لأن الحزن يمنعهم من ذلك فيضعفون . ا هـ . مطلب في كراهة الضيافة من أهل الميت

وقال أيضا : ويكره اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت لأنه شرع في السرور لا في الشرور ، وهي بدعة مستقبحة : وروى الإمام أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح عن جرير بن عبد الله قال " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة " . ا هـ . وفي البزازية : ويكره اتخاذ الطعام في اليوم الأول والثالث وبعد الأسبوع ونقل الطعام إلى القبر في المواسم ، واتخاذ الدعوة لقراءة القرآن وجمع الصلحاء والقراء للختم أو لقراءة سورة الأنعام أو الإخلاص . والحاصل أن اتخاذ الطعام عند قراءة القرآن لأجل الأكل يكره . وفيها من كتاب الاستحسان : وإن اتخذ [ ص: 241 ] طعاما للفقراء كان حسنا ا هـ وأطال في ذلك في المعراج . وقال : وهذه الأفعال كلها للسمعة والرياء فيحترز عنها لأنهم لا يريدون بها وجه الله تعالى . ا هـ . وبحث هنا في شرح المنية بمعارضة حديث جرير المار بحديث آخر فيه { أنه عليه الصلاة والسلام دعته امرأة رجل ميت لما رجع من دفنه فجاء وجيء بالطعام } . أقول : وفيه نظر ، فإنه واقعة حال لا عموم لها مع احتمال سبب خاص ، بخلاف ما في حديث جرير . على أنه بحث في المنقول في مذهبنا ومذهب غيرنا كالشافعية والحنابلة استدلالا بحديث جرير المذكور على الكراهة ، ولا سيما إذا كان في الورثة صغار أو غائب ، مع قطع النظر عما يحصل عند ذلك غالبا من المنكرات الكثيرة كإيقاد الشموع والقناديل التي توجد في الأفراح ، وكدق الطبول ، والغناء بالأصوات الحسان ، واجتماع النساء والمردان ، وأخذ الأجرة على الذكر وقراءة القرآن ، وغير ذلك مما هو مشاهد في هذه الأزمان ، وما كان كذلك فلا شك في حرمته وبطلان الوصية به ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم




الخدمات العلمية