الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن سقط في المعركة من شاهق أو دابة لا بفعل العدو أو رفسته فمات ، أو وجد ميتا لا أثر به ، زاد أبو المعالي : لا دم من أنفه أو دبره أو ذكره ; لأنه معتاد ، [ ص: 213 ] قال القاضي وغيره اعتبرنا الأثر هنا احتياطا للغسل ، ولم نعتبره في القسامة احتياطا لوجوب الدم ، قال الأصحاب : أو مات حتف أنفه ( خ ) غسل ( ش ) كبقية الشهداء ، وقيل : لا ، وحكى رواية ، وكذا من عاد عليه سهمه فيها ، في المنصوص ( ش ) وإن جرح فأكل أو شرب أو نام أو بال أو تكلم زاد الجماعة : أو عطس غسل ، نص عليه ( و هـ ) ومعناه قول ( م ) ، وعنه : إلا مع جراحة كثيرة ، وإن طال الفصل ( و ) والمراد عرفا ، لا وقت صلاة أو يوما أو ليلة ، وهو يعقل ، خلافا للحنفية ، واختار صاحب المحرر : أو أكل غسل ، وقيل : لا يغسل وإن مات حال الحرب ( و ش ) نقل جماعة : إنما يترك غسل من قتل في المعركة ، وإن من حمل وفيه روح غسل ، ولا يغسل المقتول ظلما على الأصح ، وعنه : في معركة ( و هـ ق ) أو قتله الكفار صبرا ( و ) وكل شهيد غسل صلى عليه وجوبا ، ومن لا يغسل لا يصلى [ ص: 214 ] عليه ] ( و م ) وعنه : تجب الصلاة ، اختاره جماعة ( و هـ ) وعنه : يخير فهي أفضل ، وعنه : تركها ، وظاهر الخلاف أنهما سواء ; لأنه قال : وجه الرواية الثالثة تعارض الأخبار فيخير ، كما قلنا في رفع اليدين إن شاء إلى الأذنين أو إلى المنكبين ، وحكي عنه التحريم ( و ش ) وتنزع عنه لامة الحرب ( م ر ) ونحو فروة وخف ، نص عليه ( م ) ويجب دفنه في بقية ثيابه ، في المنصوص ( ش ) فلا يزاد ( هـ م ) ولا ينقص ( هـ ) بحسب المسنون ، وقيل : لا بأس ، والغال المقتول في المعركة شهيد في أحكام الدنيا ، وأما في أحكام الآخرة ففي الصحيحين وغيرهما { أنه عليه السلام قيل له : إنه شهيد ، وقيل : له هنيئا له الشهادة ، فقال : كلا وأخبر عن عذابه بما غله } ، والمراد والله أعلم أن ثوابه نقص لغلوله ، وله ثواب .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية